الثلاثاء، 19 أبريل 2016

دراسة علمية: عقاقير الهلوسة تجعل العقل نقيًا وتصل به إلى الكمال!

في دراسة جديدة، وُصفت بأنها رائدة، وأيضًا مثيرة للجدل؛ أعلن علماء أن أشهر عقاقير الهلوسة، المعروفة باسم «ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك lysergic acid diethylamide»، والمعروفة اختصارًا باسم «أسيد»، تصل بالعقل إلى الكمال، وتجعله أكثر نقاءً!

ويقول الباحثون «إن هذا العقار، يدمر الأجزاء في الدماغ، التي تفصل، في العادة، بين مناطق الدماغ المنفصلة وظيفيًا، مثل مركز الرؤية ومركز الحركة، وبالتالي فإنه يخلق دماغًا أكثر تكاملًا وتوحيدًا». ووجد الباحثون أيضًا، أن الأشخاص الذين يتناولون عقاقير الهلوسة، يتمكنون من الرؤية بواسطة أجزاء أخرى في الدماغ، وليس من خلال القشرة البصرية فقط، والتي تكون نشطة في حالة الرؤية الطبيعية.

مشاعر الإيمان لدى متعاطي عقاقير الهلوسة

العلماء يقولون «إن هذه النتائج التي توصلوا إليها، ربما تفسر مشاعر الإيمان، التي يسجل متعاطو هذه العقاقير حدوثها لهم، بعد تناول المهلوسات. وإذا ما كان هذا الأمر صحيحًا، فإنه سيجيب على بعض الأسئلة العميقة المتعلقة بثقافة تناول هذه الأنواع من المخدرات، بخاصة وأن العلماء لاحظوا أن شعور متعاطي هذه المهلوسات بالراحة النفسية، تدوم لفترة طويلة، حتى بعد اختفاء آثار المخدر من الجسم».

«روبن كارهارتهاريس»، وهو قائد فريق البحث، وأول عالم يختبر عقار الهلوسة «أسيد» على البشر، منذ 40 عامًا، يشرح طبيعة النتائج التي توصلوا إليها، قائلًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية «في العادة، فإن الدماغ يتكون من شبكات مستقلة، كل منها تقوم بأداء وظيفة مستقلة متخصصة معينة، مثل الرؤية والسمع والحركة»، مع عقار الهلوسة، تنهار حالة الجدران الفاصلة، ويُصبح الدماغ أكثر تكاملًا و«اتحادًا» من ذي قبل.

وترجح نتائج البحث، أن هذا التأثير يكمن وراء الحالة العميقة المتغيرة، للوعي، التي يصفها متعاطو هذا العقار. ويرتبط هذا التأثير أيضًا بما يطلق عليه الناس اسم «انحلال الأنا»، والتي تشير إلى أن الإحساس الطبيعي بالنفس، يتكسر ويستبدل به شعور يتعلق بإعادة الاتصال مع النفس ومع الآخرين، ومع العالم الطبيعي حولهم.

ويمكن أن تُؤطر تجربة تناول عقارات الهلوسة، بإطار روحاني أو ديني، كما يبدو أنها تترافق مع تحسينات في الإحساس بالسعادة، حتى بعد أن تزول آثار الدواء من الجسم. وقد ذكر الباحثون في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، حيث تم نشر الدراسة، أنه عبر تحطيم القيود التي تبقي أجزاء الدماغ منفصلة ومستقلة عن بعضها كما العادة، فإن عقاقير الهلوسة تعيد متعاطيها إلى حالة أشبه بمرحلة الطفولة.

0 commentaires:

إرسال تعليق